كيف تستعيدين زوجك (قلبًا وعقلاً).. من فتنة الإنترنت؟
أحمد عباس أضيفت: 2012/05/20
بعد أن علمتي أن زوجك ورفيق حياتك وشريك عمرك قد وقع بالفعل في براثن فتنة
الإنترنت، وأنه وبسبب غفلة في مستوى إيمانه قد أصبح فريسة لهذا الخطر
الحقيقي الذي يهدد ليس فقط حياتك الأسرية وإنما قد يهدد أبناءك ومستقبلهم،
في هذه المرحلة من الإدراك يكون عليك أن تعتصمي بالله عز وجل كخطوة أولى
وأساسية على طريق التصدي لهذه الفتنة والجهاد ضد الشيطان الذي يحاول النيل
من حياتك.
الزوج الذي يقع في فتنة النساء على شبكة الإنترنت يكون في كل الأحوال
معرضًا لنوعين من المخاطر، النوع الأول هو "عشق الصور" وإطلاق البصر في
النظر إلى المحرمات، والنوع الثاني هو "فتنة التواصل" وهي الرغبة في التعرف
والتواصل والحديث مع نساء أجنبيات وما قد يتبع ذلك من خطوات الشيطان التي
تنتهي بالوقوع في الفاحشة عياذا بالله.
أنت كزوجة واعية تدركين أن زوجك ومن خلال طبيعة شخصيته قد يكون واقعًا في
أحد هذين النوعين من فتنة النساء على الإنترنت، أو قد يكون واقعًا في
الأمرين معًا، ومن ثم فإن الخطوات العملية الملموسة التي يتوجب عليك القيام
بها مستعينة بربك تبارك وتعالى، لابد أن تتسم بالقدرة على التأثير في زوجك
ومساعدته على التغلب على فتنة الصور وكذلك فتنة التواصل مع الفتيات
والنساء.
الزوجة المسلمة تعلم يقينًا أنها لا يمكن أن تفرط في مكانة الزوج واحترامه
وتقديره مهما حدث ومهما كانت درجة المرارة والغضب داخلها لوقوعه في فتنة
النساء على الإنترنت، لأنه إن شاء الله وقدر وتعافى الزوج من هذه الفتنة
ونجاه الله من شرها سيكون من المهم والضروري للغاية أن يظل محتفظًا بمستوى
احترامه بينه وبينك كرب للأسرة، وقائمًا عليها، وحتى في حالة أنه لم ينج من
هذه الفتنة لابد أن يظل محفوظًا بحالة الستر من جانب الزوجة لأنه في نهاية
المطاف والد أطفالها وهذا أمر لن يتغير أبدًا.
فتنة النظر
لمواجهة فتنة "عشق الصور" عليك أن تعيدي النظر ليس في مستوى اهتمامك بجمالك
المظهري ورعايتك لحسن اختيارك لملبسك وزينتك أمام زوجك، ولكن عليك أن
تدركي أن فتنة الصور على الإنترنت مرتبطة بشكل كبير بالتنوع والتغير
والتبدل فيما يثير انتباه الزوج، وبالتالي فإن الوسيلة الأنجح لكي تستطيعي
أن تخففي أو تمنعي تعلق زوجك بالنظر إلى صور النساء على شبكة الإنترنت، هي
أن تبذلي قصارى جهد لتجديد نمط تزينك، بحيث لا تكتفين فقط بأن تظهري في
أجمل صورة قدر الاستطاعة، وإنما تحاولين أن تكوني متجددة ومختلفة باستمرار،
فيشعر الزوج معك بأنه غير متوقع لما ستكونين عليه من شكل وأسلوب.
الرجل بطبيعته ومهما اختلفت شخصيته يميل إلى التغيير والتجديد في الشكل
وطريقة الحديث، وكلما نجحت الزوجة في أن تكون امرأة متجددة في ملبسها
وطريقة تزينها وأسلوب كلامها ودلالها، كلما كانت أكثر جاذبية في نظر زوجها،
وكلما ساعدها ذلك في شغله عن فتنة النظر إلى صور النساء على شبكة
الإنترنت، لأنه سيجد أن النظر إلى زوجته الحلال والاشتياق لها يحمل طابع
التجدد والمفاجأة والاختلاف.
فتنة الكلام
أما فيما يتعلق بالنوع الآخر من فتنة النساء على الإنترنت والمتعلق برغبة
الزوج في التواصل مع النساء الأجنبيات والدخول في أحاديث وحوارات معهن، فإن
الزوجة الذكية عليها أن تدرك أنها يمكنها أن تثير رغبة الزوج في الحديث
معها هي إن تمكنت من إشعاره بأنها ليست مجرد زوجة وإنما قد تكون حبيبة
فياضة بالمشاعر والأحاسيس العاطفية الصادقة والدافئة، وكذلك قد تكون صديقة
قادرة على تجاذب أطراف الحديث وإثارة الموضوعات التي تجذب اهتمامه وطرح
وجهات نظر وأفكار جميلة تجعله متشوقًا لمعرفة ما لديها أو إخبارها بما يخطر
على باله من أفكار.
لا يمكنك أن تنكري أن زوجك في كثير من الأحيان يحب أن يستشعر إحساس أنه
الحبيب الذي ينبض قلبك بالاشتياق إليه إلى وجوده وإلى عاطفته وإحساسه وليس
من منطلق أنه الزوج الذي قدره الله عز وجل ولكن من منطلق أنه الحبيب الذي
يختاره القلب من بين ملايين الرجال، فهذا الإحساس الصادق من قلبك كإنسانه
عاطفية لها قلب قادر على الحب وتبادل المشاعر سيصل بسهولة إلى قلب زوجك بل
وسيفاجئه ويشعره بأنه يعيش قصة حب متجددة قد تنسيه أية محاولة تقوم بها أية
امرأة على شبكة الإنترنت للعب دور الحبيبة الجديدة.
وكذلك يمكن للزوجة أن تتلمس بذكائها أو بمعاونة احد أقربائها اهتمامات
زوجها الفكرية وما يشغل باله من موضوعات واهتمامات، وتبذل قصارى جهدها من
أجل تثقيف نفسها أو على الأقل اكتساب معلومات جديدة تتعلق بهذه الاهتمامات
التي تشغل زوجها ويحب أن يتحدث عنها سواء كانت سياسية أو رياضية أو دينية
أو حتى أوضاع اجتماعية، ويجب على الزوجة في هذه الحالة ألا تكتفي بمجرد
معرفة معلومات عن هذه الموضوعات التي تشغل اهتمام زوجها بل يجدر بها أن
تعمل فكرها قدر استطاعتها في هذه الموضوعات وتحاول أن تكون لها وجهات نظرها
الخاصة بها وتعليقاتها النابعة من إعمال فكرها في هذه الموضوعات بحيث تضمن
أن تكون جذابة في النقاش مع زوجها، ولو استطاعت الزوجة تحقيق هذا الهدف
فلاشك أنها ستكون قد نجحت في أن تستحوذ على اهتمام زوجها وقد يفضل الحوار
معها كصديقة حديثها شيق وممتع ومحبب إلى نفسه أكثر بكثير من أية امرأة
أجنبية يجمعه الحوار معها على شبكة الإنترنت.
الأمر المهم في كل هذه المحاولات هو استحضار نية صادقة مع الله عز وجل
تتمثل في محاولة إنقاذ الزوج من فتنة النساء على الإنترنت ومحاولة العودة
بقلبه إلى رحاب البيت وتوجيه اهتمامه بأسلوب رقيق لطيف نحو زوجته المحبة
التي تكرس كل حياتها من أجل راحته وإسعاده، وكذلك من المهم أن تتمسك الزوجة
في محاولاتها لجذب اهتمام زوجها بعيدًا عن فتنة الإنترنت بالصبر والتجلد
والمثابرة لأن الزوج لن يستطع أن ينتهي بين يوم وليلة من هذه الفتنة وإنما
يحتاج إلى علاج طويل المدى والزوجة المسلمة بقلبها الحنون المحب، وعقلها
الواعي المستعين بالله، ولسانها الداعي بقلب موقن وحاضر بالله قادرة بإذن
الله على إنجاز هذا العلاج ولو بعد حين.