بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب :
لسان العرب
المؤلف :
العلامة ابن المنظور
(630هـ/711هـ) ( 1232م-/1311م)
نبذة عن الكتاب:
لسان العرب للعلامة جمال
الدين محمد بن مكرم بن منظور هو ثاني اثنين في دنيا المعجمات العربية ، و
هو أشمل معجمات العربية للألفاظ و معانيها ،و كانت الخطوة التي قام بها في
حركة المعجمات هي جمع هذا الشتات المفرق في خمسة من المراجع الكبار ، أما
ما عدا ذلك فلم يقدم شيئا – كما يرى المتخصصون -، و ماكان عصر ابن منظور
بعصر ابتكار .
جمع ابن منظور في معجمه الخالد لسان العرب بين أمهات المعجمات العربية الخمسة :أخطأ بعضهم فجعل خامسهم الجمهرة لابن دريد و ليس منها .
و أراد
ابن منظور بكتابه أن يجمع بين صفتين : الاستقصاء و الترتيب ؛ اذ كانت
المعجمات السابقة – كما يقول – تعنى بأحد هذين الأمرين دون الآخر، و أخذ
على نفسه أن يأخذ ما في مصادره الخمسة بنصه دون خروج عليه ، و اعتبر هذا
جهده الوحيد في الكتاب ،و تبرأ من تبعة أية أخطاء محتملة بأن ما قد يقع في
الكتاب من خطأ هو من الأصول ، و ان تصرف قليلا في النهاية فغير شيئا من
ترتيبها .
و قد بلغ عدد المواد اللغوية التي ضمنها لسان العرب 80.000 مادة ، و هو ضعف ما في الصحيح، و أكثر ب 20.000 مادة من المعجم الذي جاء بعده و هو القاموس المحيط للفيروزابادي .
و اللسان مصدر بمقدمة غير قصيرة بلغت صفحتين و نصفا من المطبوعة
، افتتحها المؤلف بتحميد و صلاة بلغا ستة أسطر و نصفا، ثم ذكر شرف اللغة
العربية و ارتباطها بالقرآن الكريم ، ثم نقد التهذيب والمحكم والصحاح، ثم
وصف منهجه الدافع الى تأليف معجمه .
ووضع ابن منظور بين المقدمة و المعجم بابين : الأول في تفسير الحروف المقطعة في أول سور القرآن الكريم ، و ثانيهما في ألقاب حروف المعجم و طبائعها و خواصّها .
و لا تختلف صورة الأبواب و الفصول في اللسان عن الصحاح الا في ضخامتها
حتى أبواب الألف اللينة
باقية على حالها في المعجمين ، لكن ابن منظور صدر بعض أبوابه بكلمة عن
الحرف المعقود له الباب ،ذكر فيه مخرجه و أنواعه و خلاف النحويين فيه و ما
الى ذلك .
و لقد كان ابن منظور ميالا
الى اختصار نصوص التهذيب والتصرف فيها أكثر من غيرها ،بل آثر نصوصا لصحاح
والمحكم عليها حين تشترك في التفسير، و لعل سبب ذلك أن ابن سيده و الجوهري
كانا أدق في نقل النصوص..
غير أنه يؤخذ على اللسان
تلك الفوضى الضاربة أطنابها في داخل مواده، فهو لم يستفد من منهج ابن سيده
الذي شرحه في مقدمته كما لم يستفد ابن سيده نفسه ، فسار سيرته و اضطرب
اضطرابه ،بل ازداد اضطرابا لازدياد مواده و مراجعه .
و يؤخذ على اللسان-ايضا-
تركه بعض الصيغ و المعاني التي أوردهاأحد مراجعه ولاسيما التهذيبكما يؤخذ
عليه اقتصاره في المراجع على الكتب الخمسة و اهمال غيرها من المراجع
الكبيرة المهمة ك الجمهرةلابن دريد و البارعللقالي و المقاييسلابن فارس
...و غيرها؛ ففاته كثير من الصيغ و المعاني و الشواهد الواردة فيها .
و قد طبع الكتاب
بالطابعة الأميرية ببولاق (القاهرة) في عشرين جزءا كبيرا ينيف كل منها على
(300) صفحة، حظيت باعجاب العلماء ، و استدرك عليها العلامة أحمد تيمور بعض
الأخطاء المطبعية التى نشرها في جزء صغير باسم تصحيح لسان العرب ، كما
استدرك عليها الأستاذ عبد السلام هارون أخطاء أخر نشرها في مجلة مجتمع
اللغة العربية (المصري) .
و قد قامت دائرة المعارف
(بالقاهرة) باعادة ترتيب مواد الكتاب على طريقة تهذيب اللغة للأزهري و ذلك
حسب الحرف الأول فالثاني فالثالث الخ من جذر الكلمة ، بخلاف ترتيبه الأصلي
الذي يلتزم طريقة الصحاح بالترتيب وفق الحرف الأخير فالأول فالثاني ...
الخ، فخرج في ستة أجزاء من القطع الكبير المطبوع بحرف صغير ، أعقبته بثلاثة
أجزاء هي الفهارس الفنية للكتاب .
ولا جدال في أن لسان العرب
موسوعة علمية ثرية ، بما اشتمل عليه من مادة لغوية و أدبية ، و بما تضمنه
من شواهد من الشعر و الحديث الشريف ، و بما قدم من شرح مسهب للمادة يعكس
كثيرا من مظاهر حياة اللغة العربية و حياة المجتمع العربي ، على نحو يجعله
مفيدا لا في المجال المعجمي المحدود بل في مجالات علمية كثيرة منوعة .
======================[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]