*****
- بوجه بائس ، شاحب من الجُوع ، وثياب مُمزقة ، هارئة مُرقعة ! خرجتُ
وبحوزتي قطعة نقدية وحيدة على البلدة التي تبعُد عن بيتي بعشرات
الكيلومترات ، بحثاً عن رغيف خبز لعائلتي المتعددة الأفراد !
وصلتُ على الدكان وأنا ألهثُ من التعب ، ناولته القطعة النقدية ولم أتفوه بشيء ، لا شيء البتة !
ناولني رغيف الخبز ...
لَففته وأتقنتُ لفّه حتى لا يتبلل بزخات المطر ، مضيتُ ونسيم الرغيف لا يُفارقني .. لونُه الذهبي الذي يُسحر العيون !
آه عصافيرُ بطني تزقزق !! سأتناول قطعة صغيرة ! ممممم مذاقها يشبه الشكولاتة ، والحلوة وكل أنواع الحلويات!.
ممم سآكل قطعة أخرى !
بدأتُ
أسيرُ وأسيرُ بين الحقول .. بدا كل شيء زاه ومُختلف ، انقشعت الغيوم وخرجت
العصافير من عشها تترنم بأعذب الألحان ، حتى السمك داخل النهر بدا وكأنه
يرقص فرحا!
*****
تناولتُ آخر قطعة من رغيف الخبز ، ونفضتُ ثيابي من بقايا الشّعير... وقرعتُ الباب!
فتحت والدتي الباب وأردفت قائلة: ألم تكفي تلك القطعة النقدية لإبتياع شيء؟! أي شيء!!
لقد شعرتُ بالجوع وأتيتُ على رغيف الخبز كاملا !
قلتُها وأرخيتُ جسدي ، تمنيتُ لو تَضربني، تَصفعني ، تفعل أي شيء !
لكنها لم تفعل شيئا... مسحت بيدها على محيّاي وقالت: لا بأس بُنيتي فرغيفُ الخبز كان من نصيبك!
بقلمي واحساسي
مهداة إلى من حكمتهم الظروف بالعيش في مدن نائية