يكتب الرجل كلماته الخاصة للبحر و وترسل المرأة كلماتها السرية للنارو هذه ليس قصة قصيرة بالمعنى الحقيقي لكنني لحقت بكلماتهما قبل أن تمحوها مياه البحر و يحرقها لهيب النارو أردت مشاركتها مع كل الصادقين و الصادقات... رسائل للبحر وللنار بوح رجل صادقهو-عيونه تفيض شجنا و سحـــرا ,خضراء تشبه تلك الغابات العذراء الممتلئة أسرارا, كان يقرأ كلماته لأخر مرة قبل أن يرسلها للبحر كعادته ,
"هل كان أمرا صعبا و مستحيلا أن أجد ذلك الحب الجميل أو تلك المرأة التي تفهمني و تعشقني,هل ذنبي أن الظروف عاندتني و بعض الحظ السيئ رافقني, حلمت و حلمت...
وقبل أن ألا مس ذلك الحب و أشعر بنسماته أتت عواصف القدر و أخذته عنوة مني وقفت صامتا ساكنا دون حراك و أنا أرى حلمي يغيب و يرحل لم أملك القدرة للدفاع عن حبي أنذاك و إن نسيته الآن و غاب عن بالي ولم تبقى سوى بعض الذكريات التي تستيقظ مرات و تبعث في القلب حسرة جارحة.
وحدة و جراح و رغبات مخبأة مؤجلة ليوم طال إنتظاره, لحلم يساوي عمرا
لا أريد إمرأة عارية المشاعر و لا ..... الثياب , لا أبحث عن إمرأة تريدني ظل رجل أو على المقاس , أو حسب الطلب...
هل من الغريب أن أريد إمرأة تحنو عليا كأم و تمرح معي كطفلة أشعر بدلالها و صفاءها و بهاءها ,لماذا صار الحب مردافا للذهب و للسيارة و للتحرر؟
هل أنا إنسان معقد لأني أبحث عن إمرأة تكون لي و حدي و لا أتشاركها مع الآخرين
أبحث في الحب عن حب يقتلني
أبحث في المرأة عن حنان يسجنني
أبحث و لاز لت أبحث عن إمرأة تفهمني... تفهمني... تفهمني
أيها البحر يا ر فيقي الوحيد و يا مؤنسي الفريد إليك أبوح و أشكو ما بالقلب الذي يملأه الشوق و الأمل و الحلم بغد أفضل ...
لماذا أكتب لك لأني لا أملك غيرك لأصارحه بما ينتابني, بما يعذبني, بما يخنقني
متى سأجدك يا إمرأة تشبه أمي؟
أشعر بأنك قريبة جدا هذه المرة , و بأني سألتقيك ...كوني بخير حبيبتي
ثم أرسل كلماته للبحر , و غاص هناك في الأعماق لبعض الوقت قبل أن يعود لحياته المملة لكن هذه المرة كان هناك أمل كبير يسيطر عليه.
عيون واسعة صافية تشبه غيمة ماطرة , وبريق محبب جميل يشع من نظراتها
تقرأ كلماتها آخر مرة قبل أن ترسلها للنار....
كيف حالك اليوم,يا حبيبي المجهول؟ , كيف أنت يا رجلا لا أمل من البقاء معه
وكلما استمعت له كلما أردت المزيد , أتبادل معه الأحاديث الغبية ولا أحس أني أقول كلمات غبية , تبدو نبرة صوتي مختلفة و حنونة و عذبة لما أتحدث عنه و يحلو الكلام و تحلو القصص لما تكون حوله.
أشتاق له وهـــــــــــو معي, لقد أحببتك دون أن أشعر أو أحس أو أفهـــــــــــم .... لم يمض يوم واحد دون أن أحبك ولا ليلة واحدة دون أن أحلم بطيفك .. يار جلا يعرف كيف يحتويني و يحميني , يغار عليا و يقسو و يرضى و يحنو ويعفو , و يفهم صمتي و كل كلام العيون....
أقول لك كما قال نزار
أحبني كما أنا....بلا مساحيق و لا طلاء
أحبني بسيطة عفوية
كما تحب الزهر في الحقول و النجوم في السمــــــــــــــــــاء
فالحب ليس مسرحا نعرض فيه أخر الأزياء
و أغرب الأزياء
لكنه الشمس التي تضيء في أرواحنا والنبل والرقي و العطاء
أحبني .....بكل مالديا من صدف ومن طفولة
وكل ماأحمل للإنسان من مشاعر نبيلة
أحبني قصيدة ماكتبت ....
وجنة على حدود الغيم مستحيلة ......أحبني لذاتي وليس للكحل الذي يمطر في العينين.....
وليس للورد الذي بلون الخدين.....وليس للشمع الذي يذوب من أصابع اليدين....
أحبني تلميذة تعلمت مبادئ الحب على يديك ....
وكم جميـــــــــــل معك الحوار.....
أحبني إنسانة من حقها أن تصنع القرار....
أحبني بوجهي الضاحك أو بوجهي الحزين
في لحظة الهدوء أو في لحظة الجنون
في قلبي .....في غيرتي ....
في غضبي عليك و في حنيني
أحبني من اجل حبي وحده
لا للفراشات التي تطير من خزانتي
أو للمناديل التي تفوح من حقيبتي
أو للعصافير التي تنام في عيوني ....أحبنّي من أجـــــــــــل فكري وحده
لا لإمتداد قامتي ....أو لرنين ضحكتــــــــــــي
أو شعري الطويل .....و القصير
أو جسدي المغزول من ضوء ومن حريــــــــــــــــــــر
أحبنّي شريكة في الرأي و التفـــــــــــــــكير
أخيرا لماذا أشعر أنك قريب جدا مني هذه المرة ...لماذا أرى أن لقائي بك لن يطول ...كن بخير حبيبي...
و أرسلت كلماتها للنار , مع أمنية و حب بان جليا في بريق عينيها الواسعتين.
كانت السماء تشع بأحاديث يعجز عن ترجمتها كل لسان عاشق لأنها فاقت كل تعابير الجمال ولسان حالها كان الصمت الرهيب وبريق العيون التي توحي بعمق الإشتياق الخافت المتأني ...تكشف عن شيء لم يبقى له متسع من الوقت , لأن القلوب خفقت والعيون برقت و آن لها أن تصفع كل التواني و الإنتظار , و آن لكل شوق ان يرتحل و يكشف عن حقيقة أزلية " أن نكون لبعض "