النوم يداعبها،، والجفون
تسدل ستائرها على العيون لتعلن عن سبات عميق ..حين أحست باهتزازات تحت
مخدتها ..تذكرت أنه هاتفها على وضعية الصامت...تراخت في كسل وأرسلت يدها
بتثاقل و بنصف عين مفتوحة ...(مجهول) هكذا بدا على الشاشة ...ضغطت على زر
الرفض..كم تكره المجهول ولن ترد عليه، تريد أن تنام،،
كان يومها ليس كباقي
الأيام العادية..يوم مليئ بالمفاجاَت و الغير السارة..لكن الحمد لله على كل
شئ.. أعادت الجوال الى مكانه,لكن تكررت الاهتزات ..أوف إزعاج إزعاج ..لن
يستسلم.. أكثر من مرة ترفض,
وأخيرا رفعت جوالها وبصوتها المتعب النعسان قالت -الو
أجابها نفس صوت البارحة ،،إنه هو (رددت مع نفسها) .
المجهول الذي لم يرد ان يعرف عن نفسه، لكن هو يعرفها جيدا ،يعرف كيف تعيش، ومن هم أهلها، ومن هن صديقاتها وحتى المقربات منها..
كل تفاصيل حياتها الدقيقة،، إنه لغز محير لها .. شغلها التفكير أمس لحله ..ولا تريد أن تقع في نفس الهواجس والتخمينات اليوم ..
وقالت بصوت جاف
-نعم ماذا تريد ولما الازعاج ..
-لقد أصبح النوم يجافيني إن لم أسمع صوتك أميرتي ...فقط أريد الإطمئنان عليك اليوم
-لما لاتقول من انت وانتهى ..؟؟ هذه قلة أدب أن تكلم بنت في هذا الوقت
_لاحضي أنني أحترمكِ ولم أزعجكِ بكلام سيئ قط..أريد ان اطمئن عن حالك بعد العملية فقط
-أها ،، لا أريد ان تطمئن علي ...من تكون لتطمئن؟؟ أولا من اعطاك رقمي ... ؟؟
قالت بنرفزة حتى تجعله ربما يقرر و يعرف عن نفسه
-سرقته وانتهى لن أخبرك شيئا ،،استلفته من شخص بالأحرى ..
-اذن انت لست محل ثقة سارق الأرقام للإزعاج ...
_ألم يلمك ضميرك حين تمارس هوايتك تلك؟؟
راعِ أن هناك مرضى أو أطفال صغار ..لما الإزعاج بعد منتصف الليل ؟؟
بقي يتكلم ويتكلم عن مشاعره،، عبر عن إحاسسه ..وعن كل شئ إلا أن يلفض إسمه أو يلمح لمن يكون
لم تجد كلاما تقوله،، إنها تكلم مجهولا كيف تثق فيه اذن..؟؟ لكن ودت أن تسمعه يتفوه بكلمة تقربها من معرفته..
ثلاث
ساعات متتالية كان صوته رزينا ساحرا ولبق في كلماته ...فاستمتعت بكلماته..
كلمات من عاشق مجهول تخيلته وسط الاَلاف من الوجوه التي تعرفها و نفس
السؤال في مخيلتها، لما لم يقل من هو؟؟ لما هذا الغموض ... ؟؟
ستحسم الأمر، فلن تتحمل أكثر هذا الضياع..
لم تكلف نفسها أن تودعه،رمت الهاتف بعيدا، وقررت أنها لن تشغل نفسها بمجهول منتصف الليل ..
عاود الجوال اهتزازه، لكن لن تجيب بعد اليوم عن مجهول ....أقفلت الجهاز وفصلت وكررت مع نفسها كم أكره الغرباء حتى لو كانو لطفاء ...
أخيرا أسندت رأسها على مخدتها ونامت ....